
بين كل الأسماء المؤنثة التي ارتبطت مؤخرا بقيادة المرأة للسيارة، تبدو "مديحة العجروش"، القصة الأبرز. العجروش، وهي اختصاصية نفسية وفنانة فوتوغرافية، كان ألقي القبض عليها يوم الثلاثاء الماضي(27/9/ 2011) في مدينة الرياض بعد قيادتها لسيارتها في الشوارع المحيطة بمنزلها، برفقة صحفية من قناة "فرانس 24. حتى الآن تبدو القصة كمثيلاتها، لكن ما يميز العجروش، الأكثر تجربة في هذا المضمار، أنها كانت خاضت التجربة نفسها قبل عشرين عاما من الآن، فيما عرف خلال تلك الفترة بـ "مسيرة النساء".ولم تكد العجروش تتلقى الخبر عن القرار الملكي، الذي يسمح للمرأة السعودية أن تكون عضوا في مجلس الشورى ويعطيها الحق في الترشح للانتخابات البلدية، حتى لمعت فكرة تكرار التجربة مرة أخرى يوم أمس كطريقة للتعبير عن فرحتها بهذه القرارات، الأمر الذي انتهى بها إلى قسم شرطة العليا. وبنبرة مصرة، تروي العجروش لـ "أوج" تجربتها المثيرة للاهتمام: "نعم. لقد قدت قبل عشرين عاما وها أنا قدت مرة أخرى بالأمس أمام منزلي احتفالا بكلمة الملك عبد الله". أما عن السبب الرئيسي الذي دفعها لتكرار تجربة القيادة مرة أخرى بعد كل هذه السنوات، فتقول إنه شعور كان مزيجا بين الفرحة والتأثر: "المرأة أصبحت قريبة من الحصول على كافة حقوقها. وهو أمر دفعني كمواطنة للقيادة مرة أخرى". لم تكن الشوارع التي قادت فيها السيدة مديحة سيارتها خالية من بعض أعين لم يرُقها المشهد، إذ قام أحد المارة في الحي بإبلاغ الشرطة: "بعد عودتي إلى منزلي جاءت عناصر من الشرطة وطلبوا مني الذهاب إلى مركز شرطة العليا بنفس السيارة التي قدتها ولكن بقيادة السائق هذه المرة، حيث جلست هناك ثلاث ساعات تم التعامل فيها معي بكل احترام، وطرحوا علي خلالها عدة أسئلة عن معرفتي بأن قيادة المرأة للسيارة أمر مخالف للنظام ومن ثم سمحوا لي بالمغادرة بعد أن طلبوا مني كتابة تعهد والتوقيع بعدم القيادة مرة أخرى". تكرار المسيرة عن زميلاتها القديمات اللاتي شاركنها المسيرة في تلك الفترة، لا تتوقع العجروش أن يقمن بقيادة سياراتهن بذات الطريقة في الوقت الحاضر: "ربما يفعلنها بشكل فردي مثل ما حدث معي بعد أن أصبح الوعي أكبر لدى النساء السعوديات بحقوقهن".
وحول الحكم الذي صدر بحق "شيماء جستنية" والقاضي بجلدها عشر جلدات بسبب قيادتها للسيارة في جدة، قالت: "النساء اللواتي يقدن ويطالبن بحقوقهن الأساسية يجب ألا يعاملن مثل المجرمين. يجب ألا تجلد المرأة التي تطالب بحقوقها الأساسية. بل إن الحكم أشعرني أننا قد عدنا عشرات السنوات إلى الوراء" على حد قولها.