طالبة تركية تعيد للحجاب اعتباره و احتجاج ودي على حظر النقاب في فرنسا
لجأت فرنسيتان الى طريقة احتجاج مثيرة على حضر السلطات الحكومية النقاب في البلاد عنما ظهرتا منقبتين وشبه عاريتين في وقت واحد.
وارتدت الفرنسيتان النقاب لتغطية وجهيهما، فيما ارتدين تنورتين قصيرتين تظهران ساقيهما بوضوح.
وذكر تقرير مصور لصحيفة "الغارديان" البريطانية كتبته "نسرين مالك" كيف تجوب الفتاتان الطرقات في أحتجاج نادر على تدخل الحكومة فيما يرتديه الناس.
ولاقت الفتاتان اللتان اطلقتا على نفسيهما اسم "منقبات عاريات" تعاطفاً من المارة الذين سارعوا الى تصوريهن بكاميرات هواتفهم المحمولة.
وذكرت الفتاتان انهن في جمعهن "المقدس والمدنس" لا يحطان من قدر الاصوليين بقدر ما يحتجن على ان قرار الحكومة الفرنسية بحظر النقاب بقانون غير دستوري.
وأكدن على انه يجب الا يكون ما نرتديه بيد الحكومة كي تملي علينا طبيعة ملابسنا.
ولوحظ التعاطف الودي من قبل المارة مع الـ "منقبات عاريات" غير ان البعض ابدى ردة فعل تتسم بالغضب.
وكان المجلس الدستوري الفرنسي قد أقر الخميس القانون الذي يحظر تغطية جسم المراة كليا (النقاب، البرقع) في الاماكن العامة في فرنسا، معتبرا مع ذلك انه لا يمكن ان يطبق في اماكن العبادة المفتوحة للعامة.
واعتبر المجلس في بيان ان "منع حجب الوجه في الاماكن العامة لا يعني التضييق على ممارسة الحرية الدينية في اماكن العبادة المفتوحة للجمهور".
ويرى بعذ المحتجين على قرار منع النقاب في فرنسا ان العري هو
هو نقيض التغطية الكاملة لجسم المرأة، ويجدر بالحكومة منعه أيضا.
واضاف المجلس ان تلك الحالة ستشكل "انتهاكا مفرطا للمادة 10 من اعلان 1789 المتعلق بالحريات الدينية. وعليه اعلن المجلس تحفظا على هذه النقطة".
وعلى الرغم من هذا التحفظ، "اعتبر المجلس الدستوري القانون المحال اليه متوافقا مع الدستور".
ويفتح القرار الطريق امام اعتماد القانون، لكن حظر النقاب لن يصبح ساريا سوى في ربيع 2011 بعد فترة تمهيدية من ستة اشهر ينبغي ان تتخللها مساعي التوسط والتوعية.
ووافق البرلمان الفرنسي في 14 ايلول/سبتمبر بصورة نهائية على مشروع قانون يحظر ارتداء النقاب والبرقع في الاماكن العامة.
وكانت فرنسا، التي فيها نحو 1900 امراة تضع النقاب او البرقع بحسب التقديرات الرسمية، ثاني بلد اوروبي يفرض هذا الحظر، بعد بلجيكا. وتفكر اسبانيا وهولندا وسويسرا باتخاذ اجراء مماثل.
وراى بعض خبراء القانون ان فرنسا قد تعرض نفسها لادانة المحكمة الاوروبية لحقوق الانسان التي تعتبر ان لكل شخص الحق في العيش وفقا لمعتقداته ما دامت لا تؤذي الغير.
ولا يذكر نص القانون النقاب او البرقع بالاسم وانما "اخفاء الوجه في الاماكن العامة"، وذلك يشمل الشوارع وايضا "الاماكن المفتوحة للعامة" مثل المتاجر ووسائل النقل والحدائق العامة والمقاهي، او "التي تقدم خدمات عامة" مثل البلديات والمدارس والمستشفيات.
ويحظر النص ارتداء النقاب الذي لا يكشف سوى العينين، او البرقع الذي يغطي كامل الجسد، تحت طائلة دفع غرامة بقيمة 150 يورو مع/او الخضوع لدورة تدريب عن المواطنة.
ويعاقب كل من يرغم امرأة على وضع نقاب بالسجن لسنة ودفع غرامة قيمتها 30 الف يورو كجنحة جديدة تدخل حيز التنفيذ مع اقرار القانون.
وتتضاعف العقوبة اذا كانت المرأة قاصرا.
طالبة تركية تعيد للحجاب اعتباره
نجحت طالبة تركية محجبة في الحصول على قرار من مجلس التعليم العالي التركي بمنع التعرض لأية طالبة محجبة أو طردها من المحاضرات, وذلك بعد أن قررت الطالبة زينب إنجي كارا الثورة على قرار منع الطالبات التركيات المحجبات من دخول المؤسسات التعليمية ومتابعة دراستهن, مستندة بذلك على تصويت الشعب بقبول التعديلات الدستورية للحصول على مزيد من الحقوق والحريات الشخصية.
وقالت زينب لجريدة زمان التركية إنها طردت أول مرة عام 2009 من إحدى المحاضرات وتوالت نفس المواقف بعدها، حتى أن أحد المدرسين انسحب من المحاضرة وخرج من قاعة الدرس في إحدى المرات بعد أن امتنعت عن الخروج من الصف.
وقالت زينب وهي طالبة بكلية الطب "جراح باشا" بجامعة إسطنبول إنها قامت باستشارة محامية قبل التقدم بالشكوى إلى رئيس مجلس التعليم العالي ورئيس مجلس وزارة حقوق الإنسان وأكدت لها أن ما تتعرض له هو انتهاك لحقوقها الشخصية.
وأضافت "طلبت تقديم مبرر لمنعي من دخول المحاضرات بالحجاب أو حتى القبعة، وفي حالة انعدامه يجب مساءلة المدرسين الذين يقومون بممارسة مثل هذا السلوك ضد الطالبات المحجبات، حتى أنني طلبت أن يتم رفع هذا الحظر حتى لو اضطر الأمر إلى اللجوء إلى الاتفاقيات والمعاهدات الدولية".
وأصدر مجلس التعليم قرارا يمنع الجامعة من التعرض للطالبات أو طردهن من المحاضرات, وسيتعرض من يقوم بذلك للمساءلة القانونية. وجاء في القرار أيضا أن أي طالبة في أي جامعة تتعرض لمثل هذه المعاملة يمكنها التقدم بالشكوى للحصول على نفس القرار.
وقالت زينب إن قرار مجلس التعليم قدم أملا كبيرا للطالبات التركيات المحجبات, "العديد من الطالبات سواء صديقاتي أو من قريباتي ما زلن يعشن كابوس المنع في مختلف الجامعات، وهذا القرار مهم جدا بالنسبة لهن".
وأكدت زينب أنه أصبح بإمكانها الدخول للجامعة بهيئتها الطبيعية من البوابة دون الاضطرار إلى اللجوء إلى الحمامات لخلع الحجاب وارتداء قبعة أو شعر مستعار.
والجدير بالذكر أن معظم الطالبات التركيات يواجهن مصير عدم متابعة دراستهن بسبب هذا المنع، أو الاضطرار إلى ارتداء القبعات أو الشعر المستعار, ومن يحالفها الحظ تسافر لتتابع دراستها في الخارج.